لوحات من دوار - سلسلة مقالات للأستاذ إدريس كروج
جزء خاص: و داويني..
توجه المخزني ولد الهندي إلى السوق مسرعا بأمر من القايد العربي ليبحث على الشيخ اليازغي الكميني رحمه الله و يصطحبه إلى مكتبه، و عندما دخل الشيخ أخبره القايد العربي أن أمرأة إسمها فاطمة قدمت به شكاية لأنه تغزل بها، فأجابه الشيخ مندهشا:
ياه غير هي اللي اسميتا فاطمة فلقبيلا؟
لكن القايد لم يهتم بدفاعه و حكم عليه أن يمكث معه بمكتبه إلى العصر و هو يغني السرابات.
و نظرا لذكاء الشيخ و حتى لا يتعب نفسه استلهم "سرابة" من إسم فاطمة كان مطلعها:
أو داويني داويني
أو داويني يا عيشا
يا لبلاد البرنيشا
يا للي طايبا و اهشيشيا
و تجيب التمان الغالي
و صار على هذا المنوال حتى ذكر كل أسماء نساء القبيلة و القبائل المجاورة.
قد تكون هذه مجرد حيلة من القائد ليتمتع بسرابات الشيخ لأنه كان مولعا بأحيدوس و السرابات بالإضافة إلى أن اليازغيين و اليازغيات كانوا يحبون شيوخهم و لا يؤاخذونهم حتى و لو "نعروا" (هجوا).
و ما يثبت أن القائد العربي كان مولعا بالفن اليازغي هو ما "نعره" به أحد الشيوخ بعد عزله و سجنه بداية الإستقلال حيث قال فيه:
ويا سيادي العربي عندو ميات حيلة
و كايرفد اعلينا لحمول التقيلة
و كايعيط لدوك الفرخات دي ام**لا
لمرى كتحيدس و الرجل كيشد لولاد
تعليقات
إرسال تعليق