أشخاص افتقدتهم قبيلة بني يازغة - أحمد المباركي
- السواݣة: هم أشخاص كان عملهم مرتبط بقلة أو غلاء وسائل النقل بين سوق هرمومو والمنزل والدواوير المجاورة، كان عددهم اربعة رجال يتقدمهم «بن ح» أطال الله في عمره والذي كان آخر من مارس هذه المهنة التي لم يعد لها وجود، وقد كان جل إن لم اقل كل التجار والفلاحين يكلفونهم ويضعون فيهم ثقتهم لسياݣة ماشيتهم وأبقارهم، وكان عدد القطيع أحيانا يعد بالمئات، لان كل الدواوير كانت تستعين بخدماتهم. وكان القطيع يشرب ويرعى على طول الطريق لذلك كانت رحلته تستغرق عدة ساعات، أما المقابل فكان بضعة دراهم للرأس الواحد.
- العطارة: وكانوا ثلاثة اصناف: مول الفخار '(الطواشر الفرارح الكصع...) وكان شعاره: ها الفرارح ... ها الكصع. والعطار مول الاواني والخناكات والمدجات والاساور والحلويات... وكانا ذكيين وداهيتين (مطوريين) حيث غالبا ما كانا يقومان بجولاتهما بين الدواوير يوم السوق أو عند الحصاد حيث رجال الدواوير غائبون، حيث كانا يقايضان (يبدلان) سلعهما بالشعير او القطاني والصوف وحتى الزيت والسكر... وكانا غالبا ما يحصلان على ربح وفير وأحمال دوابهم وتثاقلها في المشي دليل على ذلك. ومعظم نساء الدواوير كن تبعن وتشترين دون علم ازواجهن، فالسلال لم تكن توفر مؤشرات على وجود عمليات ... وشعار: ظهر لالة ... ظهر لالة يغني عن التعليق. اما الصنف الثالث فهو مول الكتان والذي عكس باقي العطارة كان يقوم بجولاته في كل وقت وحين لأنه كان يبيع سلعته بمقابل نقدي، وكانت تجارته تزدهر في الأعياد وفي فصل الصيف حيث وفرة الاعراس وحفلات الختان ... وكان شعاره: الكتان ... الكتان.
- الحجام: وهو الذي كان يقوم بختان أطفال القبيلة، وغالبا ما كان يمتهن الحلاقة، وكانت أدوات عمله : مقص من الحجم المتوسط، دواء احمر وغبرة بيضاء وبوطة لتعقيم المقص، كان يتم عزل الطفل والحجام واحد الاقارب بإزار ابيض في احد اركان البيت، يحكم القريب قبضته على الطفل ... يقول الحجام للطفل : شوف الشدة ديماك هرب بها الفار ... يهز الطفل عينيه نحو السقف ... يضرب الحجام ضربته بسرعة البرق بينما تردد النسوة: الحجام الله يهديك اوليدي ما بين يديك ... يلف المختون في قطعة ثوب بيضاء يسلم لامه ليختلط البكاء بالزغاريد ... المقابل الذي يأخذه الحجام كان مرتبطا بكرم الأب مع الحضور الاجباري لقالب السكر.
- الجماجة: أشخاص ثقة كان يعينهم ناس الدوار للقيام بجولات ليلية ونهارية بين بساتين وعراصي الزيتون لردع كل من سولت له نفسه الاقتراب منها للسرقة، ...أما المقابل فكان الحصول على كمية من الزيتون يتم تحديدها سلفا أو تخضع لجود وكرم الفلاح ...
- الخماس: ذلك الشخص القنوع الصبور الذي كان يجمعه اتفاق شفوي عرفي مع الفلاح يمنحه بموجبه خمس المحصول مقابل المساهمة في كل العمليات المرتبطة به من الحرث وحتى الحصاد والتنقيل والدرس و«العبير» وإدخال او «توقيف التبن» ... كان الخماس لا ينال حصته إلا عند «العبر» التي كانت لها طقوس خاصة تقترب من القدسية، 4 د الرباعي للفلاح والخامس للخماس، أحيانا كانت كل مجهودات الخماس تذهب سدى إذا كان الموسم جافا...
- الرباع: كان هناك صنفين من الرباعة:
- رباع كان عمله مرتبط بوفرة غلة الزيتون حيث كان دائم التواجد في «الرحى» فهو الذي يسهر على تنظيم «النوبة» وغسل «الشوامي» وتنظيف الرحى والفتح والاغلاق ... المهم كانت كل المسؤوليات تلقى على عاتقه، مقابل حصوله على ربع ما يتم تحصيله من «العشور» والعشور هي كمية الزيتون التي كان يمنحها «الطاحن» كمقابل طحن زيتونه والكمية كانت غير محددة وتخضع لكرم وجود الطاحن رغم وجود قفة خاصة لذلك كان يضعها مول الرحى خصيصا لذلك، عملية عبر الزيت كانت تخضع لطقوس خاصة، وحتى قنينات الفقهاء والارامل والشريف كانت تعبأ مع فوارق كبيرة في حجم العطاء.
- الرباع الذي كان عمله مرتبطا بالعراصي (الفواكه) والبحائر (الخضر) وهذا الصنف كان قليلا وكان عمله يرتبط بالمساهمة ان لم هو من المكلف بكل العمليات المرتبطة بالإنتاج من الزرع حتى بيع الغلة حيث يحصل ربع المتحصل عليه بعد البيع.
- مول القطران: ذلك الرجل السبعيني القصير القامة، النحيف ذو اللحية الكثة والجلباب الصوفي دون كمين والكاموية او النعالة الجلدية والجوارب الصوفية، صاحب البغلة المحملة بالقطران وأزير والذي كان يطوف بين دواوير القبيلة في فصل الشتاء حيث البرد القارس والثلوج المتراكمة (والزفزوفي والنفنوفي) ذلك المسكين الذي كان شعاره: أتشريو أزير...أتشريو أقطران.
- مول الهراكس: كان قدومه يوفر مساحة للفرحة بالنسبة لأطفال الدواوير إلا أنه كان يمكنهم من الحصول على بعض الحلوى او النقود ذات اللون الأصفر من خلال بيع من ادخروه من «هراكس» أو من خلال التسابق للبحث عنها في...
هناك أشخاص آخرون افتقدتهم القبيلة لكن المجال لا يسمح بذكر الجميع فاللهم ارحم من مات منهم واطل في عمر من لازال منهم على قيد الحياة.
تعليقات
إرسال تعليق