المنزل - أحمد المباركي
مع إعادة تهيئة هذا المدخل اختفت الكثير من المعالم التي كانت تميزه وتساهم في خلق الرواج الاقتصادي بالمدينة، بل منها ماكان يشغل يدا عاملة لا بأس بها ، ومنها ما كان يقدم خدماته لعموم القبيلة، ومن أبرز المعالم التي اختفت أذكر على سبيل المثال لا الحصر :
- دق آخر مسمار في نعش حرفة الحدادة بالمنزل من خلال تهديم الورشة التي كانت توجد أمام المسجد مباشرة، والتي كان الصعود اليها عبر بضع درجات، أول ما كان يقع عليه الانتباه داخل الورشة ذلك « الكير » الضخم (النفخ)، وحفرة الماء (التبريد)، وأكياس «الشاربون» مصدر النار (الكانون) وبعض الآلات البسيطة والتي كان الحداد بواسطتها يطوع الحديد لصناعة بعض الاشياء، (بوفيشل مثلا) او لتهنيد «السكك والفؤوس» او لتغيير «صفائح البهائم، لقد كانت تلك الورشة تعرف اقبالا كبيرا خصوصا في موسم الحرث «لتهنيد السكك»... وعلى مدار السنة خصوصا مع كثرة البهائم (التغيار) التي كانت اهم وسيلة للتنقل (السوق) و للفلاحة (الحرث، التنقال، الدراس...)، ووفرة «كاريانات الرمال» (تهنيد الفؤوس)... تلك الورشة كانت في ملكية ولد سي ع ••• الحد•••
- ورشة أخرى اختفت كذلك مع اعادة تهيئة هذا المدخل وهي ورشة «نجارة الهراوات» والتي كان تشغل ما يقارب العشرة افراد، إنتاج تلك الورشة كان في معظمه يصدر خارج المنزل... في طريقنا إلى الاعدادية كثير ما كانت تستوقفنا السمفونية التي كان يعزفها هؤلاء العمال وهم يصعدون وينزلون «بقوادمهم (مفردها :قادوم)» على الهراوات... ومخلفات الورشة أي «النجارة : بالسكون فوق النون» كان تستعمل للتدفئة أو تباع للحمام أو الفران لانها كانت تمكن «الفرناطشي» من اشعال النار بسهولة خصوصا في فصل الشتاء تلك الورشة كانت في ملكية و.ش رحمه الله.
- كما تم كذلك هدم حانوت و فران برشيدة رحمه الله، أشهر إسفنجي عرفته القبيلة، ذلك الفرن الذي شكل في زمن ما مأوى للكثير من تلاميذ القبيلة للاحتماء من برد الشتاء ...
- كذلك تم هدم مكتب العدول، و البيرو الذي كان قد تحول الى مركز للتصوير. ومجموعة من المتاجر المتخصصة سواء في بيع المواد الغذائية (عمر كج••) أو الفواكه الجافة (السوسي) او الأثاث المنزلية (دون•••)او الحرير.
وقبل إعادة تهيئة هذا المدخل بسنوات أتذكراختفاء بناية قديمة كانت توجد في طريق الاعدادية، بين سيدي مغيت و طريق دوار المخازنية يقال انها كانت « رحى تقليدية» تعمل بالماء... وعلى حد قول جيل الخمسينات والستينات كانت على الطريق بين سيدي مغيت ودوار المخازنية في الطريق الى الثانوية آنذاك قنطرة على واد دائم الجريان وبه أشجار كثيفة «والرحى» التي تحدث عنها من قبل على ما أظن كانت تتحرك وتشتغل بمياه ذلك الوادي، كما لا ننسى «لابروال» (أي السقاية) التي كانت على يسار الطريق المؤدية الى قراطش أمام سور الاعدادية والتي كانت مصدر شرب للناس وموردا للحيوانات والمواشي..
كما لا أنسى تلك اللوحة الاشهارية والمكتوب عليها «دولي دول» والتي كانت معلقة فوق باب «بائع الافرشة والبونج »
ذلك الرجل الطويل القامة، الأبيض البشرة والانيق رحمه الله
تلك اللوحة التي كنا نحتار في قراءتها، وغالبا ماكانت تقرأ بمعنى «international pays»...، تلك اللوحة التي لم نفهم معناها إلا بعد مرور سنوات على أنها علامة تجارية لشركة مشهورة : أي «دولي دول» «dolidol».
تعليقات
إرسال تعليق