بني يازغة - Beni Yazgha
هاجر المغاري
ليست الحياة إلا مزيج من فرح و حزن لتعطينا خليطا من الأيام لها معنى... لكن منا من يظن أن الحزن هو نصيبه الأزلي و منا من لا يعرف له طريق... منا من يبكي فرحا و منا من يبتسم حزنا... هناك من أكبر همه أين سيقضي العطلة الصيفية و منا من يبحث عن شق كرتونة ليحتمي من البرد... و هناك في منزل الوزير الأكل يرمى لإنشغالاتهم الكثيرة... و هناك في منزل عامل النظافة كثير للإنشغال و بالكاد يجد قوته اليومي... هناك في الغرب السعادة بكل المقاييس و فى الجنوب التعاسة و الفقر ، ثم الهلع يكسوا المكان... بين هنا و هناك تختلف الأجواء... قد يكون للحزن معنى و احد لكن الكل ينظر له من زاويته... في ذلك المنزل أم تبكي لكثرة العيال و قلة الرزق و في البيت الآخر زوجة تنوح لكثرة الرزق و انعدام الاطفال... منا من يتذاكى على حزنه و يشكو ما في الصدر للسميع المغيث.
و ما خاب من سلك طريق المبتلي و استغل فرصته و انحنى لربه ضعيفا، مناجيا، مغلفا طلبه بدموع الذل، أمام القوي الجبار، و نام و في قلبه أمل أنه سيزيل الألم... ومنا الغبي الذي استأنس بشرائط الأغاني الحزينة و لعن أيامه الكئيبة...
لكن الهم و الكرب ما هو إلا فترة و تمر، يختبر بها صبرنا هل نحن بحبل الصبر ماسكين أم له بأيدينا مقطعين؟
منا من لا يتذكر إلا أيامه البائسة لأنها اعتبارا منه تبقى أياما و شهورا على عكس الأيام المفرحة يظنها سريعة المرور... و تبقى الأيام تتأرجح داخل كل بيت بحلوها و مرها نتداولها فيما بيننا، لقوله عز وجل: ”وتلك الأيام نداولها بين الناس“.
تعليقات
إرسال تعليق