وداعا خبز الفرنة - خالد الحبيط
منذ دخل الفرن العصري إلى البيت المغربي،فقد المغاربة طعم الخبز الحقيقي الذي يخبز في الفرن التقليدي(الفرنة أو الفران أو تفارنوت كما يسميه البعض) . إلى عهد قريب وفي العالم القروي بالخصوص كان كل بيت لا يخلو من فرنه التقليدي باعتباره شيئا لا مفر منه لسد حاجيات السكان من مادة الخبز .
عادة كان الفرن يخصص له حيز خاص داخل البيت أو خارجه بحسب المساحة التي يقع عليها ، شريطة أن تراعى فيه كل شروط السلامة للحيلولة دون وقوع أي حريق . لإيقاده كان لابد من جلب القدر الكافي من الحطب ، وهو الغرض الذي من أجله كان الناس يعتمدون على الغابة كمصدر رئيسي لتزويدهم به ، فمنهم من كان يضطر إلى السفر لساعات طويلة على متن دابته لأجل حمل أو حملين من الحطب يكفيانه لأسبوع أو أسبوعين . ومنهم من كان يفضل الإكتفاء بنبات الدوم كما هو الحال في منطقتنا بضواحي مدينة المنزل بإقليم صفرو حيث تعرف هذه النبتة انتشارا واسعا يكاد يشمل كل الأراضي باستثناء المزروعة منها . أما النساء فكان دورهن ينحصر في اقتفاء أثر الأبقار و البهائم لجمع الروث باعتباره المادة المفضلة في إيقاد الفرن نظرا لسرعة قابليته للإشتعال.فكن يجمعن منه كميات كبيرة مما يساعد على طهي الخبز بشكل جيد وفي ظروف أحسن لا سيما في فصل الشتاء.
للحصول على خبز جيد كان لابد من توفير جملة من الإحتياجات وتحمل بعض الأتعاب ، إلا أن هذا كان يعتبر لا شيء بالنسبة لمن يعرف قيمة الخبز الحقيقية ، إن على مستوى الطعم أو على مستوى الشكل أو المادة المصنوع منها . ولا مجال للمقارنة بين خبز ذلك الوقت ووقتنا الحالي ، شتان بين هذا وذاك . ولسنا نبالغ في القول أننا كنا نعشق أكل الخبز حافيا دون الحاجة إلى تناوله مع طعام آخر . أما عن شكله الخارجي ، فلا شيء يضاهيه من كل أنواع الخبز الموجودة حاليا في البيوت ولا حتى في الأسواق ، كانت الحمرة التي تعلوه تجعلك تسيل لعابك بمجرد أن تبصره وكأنه كوكب الزهرة من شدة توهجه ، لا أحد يستطيع أن يتمالك نفسه ولو لم يكن جائعا . لقد كنا في الغالب لا نبرح مكاننا حتى نأكل مقدار خبزة أو خبزتين فور إخراجهما من الفرن.
هكذا كنا نستسيغ الطعم الحقيقي للخبز إلى أن هبت رياح الحداثة والتجديد معلنة قدوم ضيف جديد في حلته الجديدة يتولى أمر طهي الخبز بدل الفرن الكلاسيكي ، إنه الفران (الحديدي) الذي ما أن ظهر حتى أخذ في الإنتشار وبسرعة البرق فغزى البيوت كلها ، فما كان من الناس إلا أن قبلوا بوافدهم الجديد ولو على مضض ولسان حالهم يقول "وداعا للأفران التقليدية !" "وداعا خبز الفرنة !".
منذ دخل الفرن العصري إلى البيت المغربي،فقد المغاربة طعم الخبز الحقيقي الذي يخبز في الفرن التقليدي(الفرنة أو الفران أو تفارنوت كما يسميه البعض) . إلى عهد قريب وفي العالم القروي بالخصوص كان كل بيت لا يخلو من فرنه التقليدي باعتباره شيئا لا مفر منه لسد حاجيات السكان من مادة الخبز .
عادة كان الفرن يخصص له حيز خاص داخل البيت أو خارجه بحسب المساحة التي يقع عليها ، شريطة أن تراعى فيه كل شروط السلامة للحيلولة دون وقوع أي حريق . لإيقاده كان لابد من جلب القدر الكافي من الحطب ، وهو الغرض الذي من أجله كان الناس يعتمدون على الغابة كمصدر رئيسي لتزويدهم به ، فمنهم من كان يضطر إلى السفر لساعات طويلة على متن دابته لأجل حمل أو حملين من الحطب يكفيانه لأسبوع أو أسبوعين . ومنهم من كان يفضل الإكتفاء بنبات الدوم كما هو الحال في منطقتنا بضواحي مدينة المنزل بإقليم صفرو حيث تعرف هذه النبتة انتشارا واسعا يكاد يشمل كل الأراضي باستثناء المزروعة منها . أما النساء فكان دورهن ينحصر في اقتفاء أثر الأبقار و البهائم لجمع الروث باعتباره المادة المفضلة في إيقاد الفرن نظرا لسرعة قابليته للإشتعال.فكن يجمعن منه كميات كبيرة مما يساعد على طهي الخبز بشكل جيد وفي ظروف أحسن لا سيما في فصل الشتاء.
للحصول على خبز جيد كان لابد من توفير جملة من الإحتياجات وتحمل بعض الأتعاب ، إلا أن هذا كان يعتبر لا شيء بالنسبة لمن يعرف قيمة الخبز الحقيقية ، إن على مستوى الطعم أو على مستوى الشكل أو المادة المصنوع منها . ولا مجال للمقارنة بين خبز ذلك الوقت ووقتنا الحالي ، شتان بين هذا وذاك . ولسنا نبالغ في القول أننا كنا نعشق أكل الخبز حافيا دون الحاجة إلى تناوله مع طعام آخر . أما عن شكله الخارجي ، فلا شيء يضاهيه من كل أنواع الخبز الموجودة حاليا في البيوت ولا حتى في الأسواق ، كانت الحمرة التي تعلوه تجعلك تسيل لعابك بمجرد أن تبصره وكأنه كوكب الزهرة من شدة توهجه ، لا أحد يستطيع أن يتمالك نفسه ولو لم يكن جائعا . لقد كنا في الغالب لا نبرح مكاننا حتى نأكل مقدار خبزة أو خبزتين فور إخراجهما من الفرن.
هكذا كنا نستسيغ الطعم الحقيقي للخبز إلى أن هبت رياح الحداثة والتجديد معلنة قدوم ضيف جديد في حلته الجديدة يتولى أمر طهي الخبز بدل الفرن الكلاسيكي ، إنه الفران (الحديدي) الذي ما أن ظهر حتى أخذ في الإنتشار وبسرعة البرق فغزى البيوت كلها ، فما كان من الناس إلا أن قبلوا بوافدهم الجديد ولو على مضض ولسان حالهم يقول "وداعا للأفران التقليدية !" "وداعا خبز الفرنة !".
تعليقات
إرسال تعليق