خالد الحابيط - عذرا بلادي
عذرا بلادي قد أسأت إليك
حين ظننت أن الخير في الهجران
آثرت الفصام غير آبه
أن لبن الأم عماد البنيان
لا يعرف قدرك إلا الغرباء
يعلو شأنك كجنة فوق البلدان
حظك من الحسن قل نظيره
سحر الطبيعة من روعة المكان
لا عجب إذا ما خلتك عروسا
يحتفى بك في أبهى فستان
و ما الماء ولا الخضرة إلا رمز
لوجود قد حط الرحال من زمان
صنعوا المجد وهل أتى من عدم
فبالعزم ينال ما لا يكون في الحسبان
بني يازغة تلفظها بملىء فمك
فما كذب التاريخ و لا اختلف اثنان
هي البطولات تترى كسيل
شق طريقه في موضع العصيان
ومن يخش الأسد يقف منه مسافة
لأن بأسه إذا ثار كالبركان
ولقد نال العدى ما نالوه من سخط
بظنهم أن الأسد مجرد حيوان
هم الأبطال أسوة أضحوا في الإقدام
ومضرب الأمثال في السنة و القرآن
والباب على مصراعيه بات مفتوحا
للعلم فصاروا به أئمة للأوطان
تلك معالم الطريق تبدو واضحة
قد جعلها الأسلاف نبراسا للعميان
وليس عيبا إذا الأجيال نصبت
لهؤلاء تمثالا مفخرة لكل الأزمان
فهل لنا بهديهم من سبيل حتى
نعيد زمن الأمجاد و بسالة الفرسان
وعار علينا إن ابتسم لنا الحظ
نرحل و نبيع تاريخا بأبخس الأثمان
تعليقات
إرسال تعليق