صفرو : عمال شركة المناولة "ألفا مان باور " ...ثلاثة أشهر بدون رواتب

قبل يوم واحد فقط من حلول عيد الأضحى المبارك تم الإفراج أخيرا عن رواتب الثلاثة أشهر الأخيرة (يوليوز، غشت و شتنبر) لعمال الحراسة والتنظيف التابعين لشركة المناولة(ALPHA MAN POWER) المتعاقدة مع نيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بصفرو.

 وبينما يرجع مسؤولو الشركة السبب إلى عدم توصلهم بالأقساط المنصوص عليها في الصفقة، يحصر مسؤولو الوزارة بالنيابة والأكاديمية المشكل  في عدم وجود السيولة المالية لأداء تلك المستحقات وغيرها. وهكذا يجد المستخدمون أنفسهم في ملعب تتقاذفهم حسابات وقرارات اللاعبين الكبار، خاصة وأن الجميع على علم بثقل أعباء الحياة خصوصا في الشهور الأخيرة ( عطلة الصيف- رمضان- عيد الفطر- الدخول المدرسي ثم عيد الأضحى). فلا منطق القانون الذي يفرض احترام بنود مدونة الشغل ، ولا الدستور الجديد بمبادئه التي تنص على ربط المسؤولية بالمحاسبة ، وعلى النزاهة ، والحكامة ، والشفافية-...ولا تعاليم ديننا الحنيف التي تكرس أسمى المعاني ( أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه) تقر بهذا الحيف أو تبرره، يقول ناشط في المجال الحقوقي والمدني . مع العلم أن هؤلاء المسؤولين يتوصلون بتعويضاتهم في آجالها - أو ربما قبلها- دون استحضار إكراه السيولة المالية !!!.

وقد أعادت هذه الحادثة إلى دائرة الضوء من جديد الظروف المزرية التي يعمل فيها المتعاقدون مع هذه الشركة من حراس الأمن والمنظفات، والذين تطبق في حقهم إجراءات هي أقرب إلى نظام السخرة بعيدا عن قانون التشغيل وحقوق الأجراء. حيث إن المنظفات ، وفق مصادر موثوقة ، تتقاضين أجرة لا تتعدى 550.00 درهما في الشهر مع حرمانهن من أجرة شهري يوليوز وغشت كل سنة. أما حراس الأمن الذين يشتغلون 12 ساعة متواصلة يوميا وعلى مدار 7/7 أسبوعيا طيلة السنة دون استفادتهم من رخص الأعياد الوطنية والدينية والرخصة السنوية فلا تتعدى أجرتهم 1350.00 درهما.

وأمام هذا الوضع الاستثنائي ، الذي يضرب عرض الحائط بأبسط حقوق الشغيلة كما تضمنها مدونة الشغل والقوانين المتعلقة بها – ونحن في الألفية الثالثة- فإن الجميع يتساءل عن كيفية تمرير مثل هذه الصفقات في إطار التدبير المفوض؟ ومن يتحمل المسؤولية في ذلك؟ وأين هي مراقبة مفتش الشغل؟ ...الخ . نتمنى أن يفتح تحقيق جدي في هذا الموضوع خاصة حينما يصل الأمر بالمستخدم (ة) إلى دفع حياته ثمنا لدريهمات معدودة كما حدث مع إحدى المنظفات التابعة لنفس الشركة صبيحة يوم أمس الجمعة 5 سبتمبر 2014، التي لقيت حتفها جراء سقوطها على رأسها من نافذة إحدى الحجرات الدراسية بالطابق العلوي للثانوية الإعدادية عائشة أم المؤمنين حي بنصفار بصفرو أثناء قيامها بعملية تنظيف معتادة.

وقد سبق لجريدة "صفرو بريس "  أن نشرت تقريرا عن وضعية "السخرة" التي يعيشها هؤلاء المستخدمون( ينظر يوم 06/09/2014) حيث دعا العديد من نشطاء المجتمع المدني إلى فتح تحقيق جدي ومسؤول في حيثيات تلك الصفقات.